ماليزيا: كوالالمبور، لنكاوي ومالاكا - بالصور
/عندما تقررت رحلتي الى سنغافورة، ازددت حماسا لقربها من ماليزيا... علمت حينها أنها الفرصة المثالية لأزورها إذ سمعت عنها كثيراُ وكانت على قائمة البلدان التي أنوي زيارتها لأنها لا تتطلب تأشيرة سياحة (فيزا)! هههه قد لا يكون دافعاً قوياً بالنسبة لمعظمكم، ولكن كلبنانية مقيمة في السعودية، الحصول على تأشيرة سياحة هو صداع أحاول تجنبه قدر المستطاع
تأشيرتي إلى سنغافورة كانت بمنتهى السهولة، بفضل دعم مكتب السياحة السنغافوري في دبي، وكانت مدة رحلتي فيها 4 أيام. ومن مطار شانغي في سنغافورة، بدأت رحلتي الى كوالالمبور، ماليزيا! قضيت أول يوم عند أشهر معلم سياحي في كوالالمبور، برجي بتروناس التوأمين... لا يمكنكم زيارة كوالالبمور بدون أن تأخذوا صورة تذكارية أمام البرجين، وإلا لن تعد رحلتكم السياحية حقيقية هههه
ولإكمال تجربتكم السياحية التقليدية، عليكم بأخذ جولة في المدينة على باص الهوب-أون-هوب-أوف والذي يتوقف على أكثر من (20) محطة تصلكم بأكثر من (40) معلمٍ سياحي، توقفت أنا عند بعضها،مثل: الحي الصيني الذي لم يكن بجمال ونظافة الحي الصيني في سنغافورة، الحي الهندي الذي لم يكن مثيراً للاهتمام، وشارع العرب الذي يحتوي على العديد من المطاعم والمقاهي العربية التي تجذب السياح العرب... ولكن، صراحةً، انا لست من محبي السياحة الاعتيادية... في سفري، أحب الاستكشاف والمغامرات والانخراط بأسلوب حياة "أهل البلد" وعاداتهم ... قضاء ساعات في المجمعات والتسوق والكافيهات ليس أبدا على لائحة النشاطات التي استمتع بها، وخاصة في السفر. لذلك، كان انطباعي الأول عن كوالالمبور سلبيا... خاصة أنها كمدينة، لا تعد بجمال، تطور أو نظافة مدن سنغافورة. ولذلك اعتقدت أن الأيام التي سأقضيها في كوالامبور ستكون مزرية، إلى أن زرت كهوف باتو خارج المدينة في اليوم التالي... وأفضل ما في الأمر، أن الوصول إليها كان سهلاً، سريعاً وغير مكلف عبر مترو كوالالمبور
تعدّ كهوف باتو معلماً دينياً هاماً للهندوسيين الذين بنوا معابداَ وأصناماً فيها، وهو مزار سنوي لاحتفالاتهم والذي يعتبر نوعاً من الحج وخاصة بصعود ما يقارب الثلاثمئة درجة للوصول إلى قمة الجبل والكهف الرئيسي... هناك، تكونون على مقربة لرؤية ما يميز هذه الكهوف: تشكيلة الصخور الجيرية والتي يبلغ عمرها نحو (400) مليووووون سنة، وذلك أقدم حتى من عمر زمن الديناصورات! كانت هذه التجربة فعلا مميزة، وكانت حسن الختام لزيارتي في كوالالمبور قبل أن أتوجه إلى جزيرة لانكاوي حيث استقبلتني صديقتي جوني لتكون دليلي السياحي ونبدأ جولتنا في الجزيرة على دراجة السكوتر الممتعة
الجزيرة صغيرة ولكنها مليئة بالنشاطات الممتعة والمناظر الخلابة... ذكرتني كثيراً بسريلانكا، إذ يتشابهان بالطبيعة الاستوائية الجميلة والأرياف البسيطة الساحرة. بعد جولة قصيرة في ارجاء الجزيرة، قررت أن يكون أول نشاط لي هو جولة المانجروف البحرية! تقع غابة المانجروف في منطقة صخرية ساحرة من الأحجار الجيرية البارزة وفيها العديد من الجداول المائية والصخور المستترة والتي تعد موطنًا للعديد والعديد من أدغال الحياة البرية بكائناتها المتنوعة.nnومن بين أكثر هذه الحيوانات والطيور إثارة هي نسور البحر العملاقة التي تتخذ من المنحدرات الصخرية العليا أعشاشًا لها، وأكثر ما يميز جولة المانجروف هذه هو إطعام النسور، إذ يلقي سائق المراكب الطعام في الماء وينتظر حتى تحوم النسور حول القارب في شكل دوائر وتلتهم غداءها.nnومن بين الأنشطة التي يمكن القيام بها أثناء هذه الجولة التجول بالأدغال سيرًا على الأقدام واستكشاف الكهوف وزيارة القرى وممارسة السباحة في موجات المد المرتفعة والرحلات الاستكشافية للحياة النباتية والحيوانية بغابات المانجروف. /المصدر
بعد انتهائنا من الجولة الرائعة، بدأت الأمطار تهطل علينا فقررنا أن نتوقف عند منتزه الحيوانات البرية والطيور لتمضية الوقت بانتظار انقضاء المطر، وأنا شخصياً أتحمس لرؤية الحيوانات! يؤوي المنتزه العديد من الحيوانات والطيور الأليفة كالببغاء، الأرانب، الفلامينغو، الفأر-الغزال، الطاووس، الكناري وغيرها والتي تحوم بحرية داخله. لا أستطيع أن أصف التجربة على أنها ممتازة أو متميزة، فهي بالتأكيد لا تقارن بحديقة الحيوانات في سنغافورة، ولكنها قد تكون تجربة ممتعة للعائلات مع أطفالهم وخاصة أن هناك حديقة لإطعام طيورالكناري ولمداعبة الحيوانات الأليفة... لا تتوقعوا أن تقضوا أكثر من ساعة ونصف في هذا المنتزه، توجهوا بعدها لتكتشفوا الأطايب العدة المتواجدة على الجزيرة! أكثر ما استمتعت به هو السوق المحلي المفتوح حيث يجتمع أهل البلدة ليعرضوا الأكلات والعصائر اللذيذة المحلية، من أطيبها كانت فطائر البانكيك التي تحضّر بخلطتهم المميزة، وكرات ناجتس الدجاج على السيخ، وبعض العصائر الممزوجة بالشاي، الفواكه والأزهار... ولكن من ألذ ما أكلت كان الطعام الصيني في مطعم "تيو للمأكولات البحرية" حيث تذوقت للمرة الأولى الأخطبوط المقلي المغطى بمزيج بيض البط
الجميل في الجزيرة أن فيها الأحياء الشعبية البسيطة، فيها الأحياء الراقية حيث هناك مرسى لليخوت، فيها الحقول الخضراء والأدغال الكثيفة، كما فيها البلدات السياحية المليئة بالمطاعم، المقاهي ومجمع تجاري بسيط... ولكن أكثر ما تشتهر فيه الجزيرة هو طبعاً شواطئها الخلابة، برمالها البيضاء، ميائها الزرقاء الكريستالية، والأدغال الكثيفة المحيطة بها... فبإمكانكم الاسترخاء والاستمتاع براحة أو ممارسة بعض الألعاب والرياضات المائية كركوب الجت سكي، التزحلق على الماء، أو إن لم يكن لديكم خوف من المرتفعات: الطيران بالمظلة فوق ضفاف الجزيرة... وهذا بالظبط ما فعلته في اليوم الثاني لي على الجزيرة! مع أنني جربت الطيران الشراعي من قبل في جورجيا، ولكن التجربة كانت جداً مختلفة فوق البحر... وبهذه المغامرة الرائعة أنهيت زيارتي في لنكاوي الجميلة وتوجهت إلى المطار لأعود إلى كوالالمبور
وفي يومي الأخير في ماليزيا، قررت أن أزور ولاية مالاكا إذ سمعت الكثير عنها... فبدأت رحلتي من كوالالمبور، والتي استغرقت أكثر من ساعتين للوصول إلى البلدة الرئيسية في مالاكا، وكنت في سباق مع الوقت إذ كان لدي فقط بضع ساعات قبل أن أعود إلى كوالالمبور لرحلة الإياب. ولكن ما كنت لأفوّت فرصة زيارة مالاكا التي تعرف بالولاية التاريخية لوجود العديد من المعالم والآثار التاريخية الهامة فيها... وأول ما سيلفت انتباهكم عند الوصول إلى الساحة الرئيسية للبلدة هو محيط كنيسة المسيح والتي تم انشاءها في عهد الاستعمار الهولندي في أواسط القرن السابع عشر ودهنت باللون الأحمر الحميمي في بداية القرن التاسع عشر. وخلال تجوالكم في أنحاء البلدة ستجدون العديد من المعالم المتبقية من الحضارات التي مرّت على الولاية كالبرتغالية، الهولندية، والصينية مثلاً. بعد انتهائكم من جولتكم التاريخية، مرّوا بالحيّ الصيني للتسوق وتذوق بعض الأطايب، وعند خروجكم منه عليكم بركوب إحدى الدراجات الثلاثية المزخرفة في جولة حول ضفاف النهر للاستمتاع بالمناظر الجميلة
وإن كانت لديكم الجرأة على تجربة شيء جديد ومثير، فعليكم بلعبة "الهروب من الغرفة" حيث لديكم ساعة واحدة فقط لاختبار قواتكم الذهنية في حل الألغاز واكتشاف الأدلة في أنحاء الغرفة المقفلة لإيجاد رمز فتح القفل... هي ليست سهلة ولكن جداً ممتعة، خاصة إن كنتم مجموعة وتحبون التحدي
وبهذا أنهيت زيارتي لمالاكا وتوجهت إلى مطار كوالالمبور لمغادرة ماليزيا مع كثير من الذكريات الجميلة... بإمكانكم الإطلاع على بعض هذه اللحظات التي التقطها بعدستي على ألبومي في فايسبوك
هل زرتم ماليزيا؟ ما هي المناطق التي زرتموها؟ وما هي ذكرياتكم المفضلة عنها؟ اخبروني في تعليقاتكم